( ذكريات )
شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
أبتْ تلكَ المنازلُ أنْ تخونا....وظلَّتْ تبعثُ الشوقَ الدفينا
منازلُ والدي وديارُ جدِّي....وجيرانٍ لنا في الطيبينا
فأمستْ من رؤاها العينُ تَهْمِي....بدمعٍ شابهَ الغيثَ الهتونا
أعادتْ للفتى ذِكرى التصابي...وقطَّعتْ الفؤادَ بنا شجونا
ولمْ أنْسَ بها عيشاً رغيداً....وكم فيها المسرَّةَ قد لقينا
****
وفيها والدي شهمُ البرايا....وبسمتُهُ سعتْ بلدي الهجينا
ولم يكذبْ بها ما دامَ حيَّاً....ولم يعهدْ لهُ كذباً هلونا
ولمْ يظلمْ لمرءٍ في الحياةِ....ولم يقبلْ سوى الإنصافِ دينا
ويألفُ من يرى في أيِّ أرضٍ.....وبسمتُهُ علتْ منهُ الجبينا
ولم يحيَ بها فظَّاً غليظا.....ولكنْ قولَهُ قد فاضَ لينا
****
وأُمِّي من بني زهرانَ أسخى......نساءَ الأرضِ بينَ الحاضرينا
وقد ربَّتْ لجيلٍ بعدَ جيلٍ.....وكم نمَّتْ بنا خُلُقاً متينا
وكم حثتْ على نيلِ العلومِ......فكنَّا لنيلِها مُتحمسينا
وكنَّا سبعةً برقابِ بعضٍ.....نذاكرُ حولَهَا مُتجمِّعينا
وإنْ كانتْ جبالُ الأرضِ همَّاً.....فمنها القولُ يأتيني مُعينا
وإنْ ترني قُبيلَ القولِ تفهم.....لما أضناني في هذي السنينا
*****
بنو عبدالعليمِ بنا يقومُ......فخارُ القومِ من سكنوا الهجينا
ومفخرُ عصبتي وجميعِ قومي.....وعشنا بالفخارِ مُتوَّجينا
ولم نخذلْ لمن يرجو ندانا.....وإنْ نُنْدبْ نُرَ مُتسابقينا
نجودُ بروحِنا والروحُ أغلى.....وأنفسُ ما يجودُ الأجودونا
ونفرحُ للأحبَّةِ أنْ يُسرُّوا.....ونأسى أنْ يُصابَ الطيبونا
ولم نتركْ لخلٍّ في مُصابٍ....نُؤازرُ خلَّنا والأقربينا
ونُغمضُ عيننا عن كلِّ عيبٍ.....وإنْ تبدُ المعايبُ قد عُمينا
وبسمتُنا تلازِمُنا فإنَّا......جُبلْنا على الرضى مُتبسِّمينا
وإنْ نزلَ البلاءُ بأيِّ قومٍ......فديناهم بأنفسِنا يقينا
*****
ديارُ الغاليينَ لها وفاءٌ....وتجزعُ أنْ ترانا ذاهبينا
تُؤنبنا على هجرٍ تقولُ.....أهِنَّا عليكمو هذي السنينا
وإنْ هِنَّا فما هِنتم علينا.....وإنْ غبتم غدونا مُشوَّقينا
منازلَ والدي وديارَ جدِّي....بعثتي بقلبِنا شوقاً دفينا
وأنَّبتِ فؤادَ المرءِ لمَّا....ذكرتِ العهدَ ما يوماً نسينا
بيوتٌ شامخاتٌ في اتساعٍ.....ملاعبُها سعتْ للناشئينا
وكم رمحتْ خيولُ العزِّ فيها......وكم كنا بها متسابقينا
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
أبتْ تلكَ المنازلُ أنْ تخونا....وظلَّتْ تبعثُ الشوقَ الدفينا
منازلُ والدي وديارُ جدِّي....وجيرانٍ لنا في الطيبينا
فأمستْ من رؤاها العينُ تَهْمِي....بدمعٍ شابهَ الغيثَ الهتونا
أعادتْ للفتى ذِكرى التصابي...وقطَّعتْ الفؤادَ بنا شجونا
ولمْ أنْسَ بها عيشاً رغيداً....وكم فيها المسرَّةَ قد لقينا
****
وفيها والدي شهمُ البرايا....وبسمتُهُ سعتْ بلدي الهجينا
ولم يكذبْ بها ما دامَ حيَّاً....ولم يعهدْ لهُ كذباً هلونا
ولمْ يظلمْ لمرءٍ في الحياةِ....ولم يقبلْ سوى الإنصافِ دينا
ويألفُ من يرى في أيِّ أرضٍ.....وبسمتُهُ علتْ منهُ الجبينا
ولم يحيَ بها فظَّاً غليظا.....ولكنْ قولَهُ قد فاضَ لينا
****
وأُمِّي من بني زهرانَ أسخى......نساءَ الأرضِ بينَ الحاضرينا
وقد ربَّتْ لجيلٍ بعدَ جيلٍ.....وكم نمَّتْ بنا خُلُقاً متينا
وكم حثتْ على نيلِ العلومِ......فكنَّا لنيلِها مُتحمسينا
وكنَّا سبعةً برقابِ بعضٍ.....نذاكرُ حولَهَا مُتجمِّعينا
وإنْ كانتْ جبالُ الأرضِ همَّاً.....فمنها القولُ يأتيني مُعينا
وإنْ ترني قُبيلَ القولِ تفهم.....لما أضناني في هذي السنينا
*****
بنو عبدالعليمِ بنا يقومُ......فخارُ القومِ من سكنوا الهجينا
ومفخرُ عصبتي وجميعِ قومي.....وعشنا بالفخارِ مُتوَّجينا
ولم نخذلْ لمن يرجو ندانا.....وإنْ نُنْدبْ نُرَ مُتسابقينا
نجودُ بروحِنا والروحُ أغلى.....وأنفسُ ما يجودُ الأجودونا
ونفرحُ للأحبَّةِ أنْ يُسرُّوا.....ونأسى أنْ يُصابَ الطيبونا
ولم نتركْ لخلٍّ في مُصابٍ....نُؤازرُ خلَّنا والأقربينا
ونُغمضُ عيننا عن كلِّ عيبٍ.....وإنْ تبدُ المعايبُ قد عُمينا
وبسمتُنا تلازِمُنا فإنَّا......جُبلْنا على الرضى مُتبسِّمينا
وإنْ نزلَ البلاءُ بأيِّ قومٍ......فديناهم بأنفسِنا يقينا
*****
ديارُ الغاليينَ لها وفاءٌ....وتجزعُ أنْ ترانا ذاهبينا
تُؤنبنا على هجرٍ تقولُ.....أهِنَّا عليكمو هذي السنينا
وإنْ هِنَّا فما هِنتم علينا.....وإنْ غبتم غدونا مُشوَّقينا
منازلَ والدي وديارَ جدِّي....بعثتي بقلبِنا شوقاً دفينا
وأنَّبتِ فؤادَ المرءِ لمَّا....ذكرتِ العهدَ ما يوماً نسينا
بيوتٌ شامخاتٌ في اتساعٍ.....ملاعبُها سعتْ للناشئينا
وكم رمحتْ خيولُ العزِّ فيها......وكم كنا بها متسابقينا
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
تعليقات
إرسال تعليق