بائع الصحف
ذلك الشاب القروي المهاجر من قريته للمدينة أملا في رفاهية العيش،
كم قاسى في القرية ليقاوم الحياة،
حلم بالسفر للمدينه لعله يجد مخرج من ضيق اليد،
سافر وهو يحمل على جناحيه الأمل لمستقبل باهر ورغدة في العيش،
حين وصل للمدينة نظر حوله يمينا ويسارا ،تلفت وراءه لينظر في وجوه من حوله من البشر ،لعله يجد من يسأله لعله من يساعده للوصول العنوان الذي يريده،
ولكنه إكتشف أن المدينة بلا قلب بلا روح،
فقد ترك خلفه الروح والحنان والدفئ في قريته،
إكتشف لاول وهلةالوحدة برغم الكم الهائل من البشر المنتشر حول
تلك المدينة الصاخبة بالأصوات الجوفاء من أي عاطفة،
كتمثال رائع ملفت يخطف النظر ولكنه أجوف أصم بارد،
صدم رتم الحياة في المدينة سريع لدرجة لا وجود لوجه المساعدة
كلا يمشي يسير كإنسان ألي متوجه لطريقه،
هنا علم الحقيقة القاتلة ،،يجب الاعتماد على النفس بدون اللجواء لطلب المساعدة من أحد،
مرت عليه أيام وليالي يتألم من الجوع،ينام على الأرصفة ،السماء غطائه و الارض فراشه،
حاول العمل في كثير من الأعمال اليدوية ،حامل للطوب ،عامل نظافة ،ماسح للأحذية،كثير وكثير من الأعمال المجهدة ليقتات فتات العيش،
ولكنه لم يفقد الأمل بأنه سوف يصل لمايريد بإصراره في الإجتهاد والعمل،
وخلال فترات عمله تعرف على شاب توسم فيه الرقه وطيب القلب،
وفعلا تصادق معه وأصبح صديقه ورفيق رحلة كفاحه،
مع البحث الدائم عن العمل والتنقل من بين الاعمال الشاقة،
وجد ضالته،أخيرا،
حصل على عمل شريف وله قيمته،
بائع صحف،
كان كل يوم يستيقظ من الفجر ويحمل رزم الصحف والمجلات على كتفه،ويقوم بتوزعها،على المنازل
وباقي الصحف يقف على الرصيف بجوار عمود الانارة في ميدان كبير ليبع باقي الصحف المارة وراكبي السيارات،،،
وتمر الأيام وتصبح شهور وتتحول لسنين وينجح في عمله وأصبح له زبائن ومعارف وإكتسب ثقة الجميع،
ومع الجدوالإجتهاد قام بعمل كشك صغير لبيع الصحف والمجلات وبعض الكتب القديمة والجديدة،
أصبحت الحياة أسهل وأجمل بعض الشئ،وشعر بعض بسعة الرزق،
وقرر الزواج،
تزوج من فتاة بسيطة رائعة الخلق والجمال، وأثمر الزواج عن طفلة رائعة الجمال مثل أمها،
كبرت في كنف ابيها وظلت معه في كشك بيع الصحف،تنمو وتكبر أمام عيونه،
تساعده في بيع الصحف وتنال إعجاب كل المارة وزبائن والدها،
ومع مرور السنين تكبر الطفلة الجميلة وتذهب للمدرسة لملاك صغيرة ،وتعود من المدرسة لتساعد والدها في كشك الصحف،
وتمر الايام والستين وتكبر الفتاة وتصبح شابة تلفت الانظار،وتلتحق بكلية الطب،لتصبح بجهد اليها وامها طيببة ،
برغم تلك الكلية الصعبة إلا أنها ظلت تساعد والدها في توزيع وبيع الصحف،
لدرجة أنها كنت تأخدهم معها لزملائها في الجامعة وتبيع لهم الكتب والصحف بكل عزة نفس
وخلال دراستها تعرفت على زميل لها وتقابل نبض قلبهما،ونشأت بينهم قصة حب،
استمرت سنين الدراسة،
وكم كان فخورا بها وبوالدها،لقصة كفاحه،
مرت الايام ومرت السنين وحانت لحظة التخرج،
وحضر الاب حفل تخرج ابنته ،من كلية الطب،
وقف بين الحضور يصفق لابنته الوحيدة رائعة الجمال والخلق،
يصفق بدقات قلبه ،
بكل خلجات كيانه،
ويقول لمن يجلس بجواره،هذه ابنتي الوحيدة ثمرة كفاحي سندي في حياتي عكازي وكبري،
صفق الجميع بكل حرارة لابنته بائع الصحف،
وانتهت الحفلة وعادت الطبيبة مع والدها لكشك بيع الصحف لمساعدته،
وجأءت لحظة انكشاف الحقيقة،
تكلم حبيبها مع أهله ليتقدم لخطبتها،
وهنا تهتز الارض تحت اقدام الفتى،ويصاب يصدمة عمره
فقد رفض أهله ذلك النسب،
ليس من المعقول أبدا أن يرتبط من هو من علية القوم ببائع للصحف حتى لو كانت إبنته طبيبة رائعة الخلق والجمال،
حاول كثيرا مع أهله ولكن بدون جدوي،
إنهزم الحب أمام التقاليد والأعراف،
قتل الحب بسكين الطبقات الإجتماعية،
ظلم قلبان وقتل فيهم بريق الحياة،
ذبح قلب الفتاة،بكت وتأثرت ولكنها لم تندب حظها ،
بل استمرت في طريقها تساعد والدها وتتخصص في جراحات العمود الفقري،وسافرت على حساب الدولة بعثة للخارج لإستكمال الدراسات العليا للحصول على الدكتوراه،
وتمر السنون وتتخصص بائعة الصحف في تخصص نادر في جراحات العمود الفقري،ويشتهر اسمها وتطلب بالاسم لتقوم باكبر الجراحات،
في خلال هذا الزخم من الحياة،
يظهر في طريقها طبيب يشتغل قلبها،ويحيي الحب مرة أخري في قلبها،
ويعود نبض الحياة مرة أخري للروحها،
ولكن هذه المرة كان ذلك الشاب فخورا بها وبوالدها،
وفي أثناء تكريمها في أحد المحافل الطبية بعد تصفيق الحضور،
طلبت من والدها الصعود لمنصة التكريم، لتهديه وسام التكريم
وقالت لولا والدي ما كنت انا،
والدي بائع الصحف وانا ابنته بائعة الصحف قبل ان اكون طبيبة مشهورة،
انكبت علي يدي والدها لتقبلها امام الجميع وعلى مرئ ومسمع العالم كله
فقد كان يذاع هذا التكريم على وسائل الاعلام
وقالت عبارتها الشهيرة،
أبي ياتاج راسي لولاك أبي ما كنت أنا الأن،
صفق الحضور وصفقت الحياة معهم لتلك الفتاة رائعة الخلق والجمال،
التي أصبحت طبيبة رائعة الصيت،
بعد إنتهاء الحفل،
ذهب الطبيب المشهور حبيبها لكشك الصحف ليطلب يدها للزواج،
وهنا إنتصر بائع الصحف على الحياة
وجنى ثمار تعبه وشقاؤه،
تمت أجمل رحلة في الحياة بزواج إبنته الطبيبة بائعة الصحف
وحتى الأن برغم مرور السنين
مازالت الطبيبة تقف مع زوجها الطبيب المشهور في كشك بيع الصحف للمساعدة الأب المكافح،
بقلم عبير جلال
٢٧/١١/١٩
ذلك الشاب القروي المهاجر من قريته للمدينة أملا في رفاهية العيش،
كم قاسى في القرية ليقاوم الحياة،
حلم بالسفر للمدينه لعله يجد مخرج من ضيق اليد،
سافر وهو يحمل على جناحيه الأمل لمستقبل باهر ورغدة في العيش،
حين وصل للمدينة نظر حوله يمينا ويسارا ،تلفت وراءه لينظر في وجوه من حوله من البشر ،لعله يجد من يسأله لعله من يساعده للوصول العنوان الذي يريده،
ولكنه إكتشف أن المدينة بلا قلب بلا روح،
فقد ترك خلفه الروح والحنان والدفئ في قريته،
إكتشف لاول وهلةالوحدة برغم الكم الهائل من البشر المنتشر حول
تلك المدينة الصاخبة بالأصوات الجوفاء من أي عاطفة،
كتمثال رائع ملفت يخطف النظر ولكنه أجوف أصم بارد،
صدم رتم الحياة في المدينة سريع لدرجة لا وجود لوجه المساعدة
كلا يمشي يسير كإنسان ألي متوجه لطريقه،
هنا علم الحقيقة القاتلة ،،يجب الاعتماد على النفس بدون اللجواء لطلب المساعدة من أحد،
مرت عليه أيام وليالي يتألم من الجوع،ينام على الأرصفة ،السماء غطائه و الارض فراشه،
حاول العمل في كثير من الأعمال اليدوية ،حامل للطوب ،عامل نظافة ،ماسح للأحذية،كثير وكثير من الأعمال المجهدة ليقتات فتات العيش،
ولكنه لم يفقد الأمل بأنه سوف يصل لمايريد بإصراره في الإجتهاد والعمل،
وخلال فترات عمله تعرف على شاب توسم فيه الرقه وطيب القلب،
وفعلا تصادق معه وأصبح صديقه ورفيق رحلة كفاحه،
مع البحث الدائم عن العمل والتنقل من بين الاعمال الشاقة،
وجد ضالته،أخيرا،
حصل على عمل شريف وله قيمته،
بائع صحف،
كان كل يوم يستيقظ من الفجر ويحمل رزم الصحف والمجلات على كتفه،ويقوم بتوزعها،على المنازل
وباقي الصحف يقف على الرصيف بجوار عمود الانارة في ميدان كبير ليبع باقي الصحف المارة وراكبي السيارات،،،
وتمر الأيام وتصبح شهور وتتحول لسنين وينجح في عمله وأصبح له زبائن ومعارف وإكتسب ثقة الجميع،
ومع الجدوالإجتهاد قام بعمل كشك صغير لبيع الصحف والمجلات وبعض الكتب القديمة والجديدة،
أصبحت الحياة أسهل وأجمل بعض الشئ،وشعر بعض بسعة الرزق،
وقرر الزواج،
تزوج من فتاة بسيطة رائعة الخلق والجمال، وأثمر الزواج عن طفلة رائعة الجمال مثل أمها،
كبرت في كنف ابيها وظلت معه في كشك بيع الصحف،تنمو وتكبر أمام عيونه،
تساعده في بيع الصحف وتنال إعجاب كل المارة وزبائن والدها،
ومع مرور السنين تكبر الطفلة الجميلة وتذهب للمدرسة لملاك صغيرة ،وتعود من المدرسة لتساعد والدها في كشك الصحف،
وتمر الايام والستين وتكبر الفتاة وتصبح شابة تلفت الانظار،وتلتحق بكلية الطب،لتصبح بجهد اليها وامها طيببة ،
برغم تلك الكلية الصعبة إلا أنها ظلت تساعد والدها في توزيع وبيع الصحف،
لدرجة أنها كنت تأخدهم معها لزملائها في الجامعة وتبيع لهم الكتب والصحف بكل عزة نفس
وخلال دراستها تعرفت على زميل لها وتقابل نبض قلبهما،ونشأت بينهم قصة حب،
استمرت سنين الدراسة،
وكم كان فخورا بها وبوالدها،لقصة كفاحه،
مرت الايام ومرت السنين وحانت لحظة التخرج،
وحضر الاب حفل تخرج ابنته ،من كلية الطب،
وقف بين الحضور يصفق لابنته الوحيدة رائعة الجمال والخلق،
يصفق بدقات قلبه ،
بكل خلجات كيانه،
ويقول لمن يجلس بجواره،هذه ابنتي الوحيدة ثمرة كفاحي سندي في حياتي عكازي وكبري،
صفق الجميع بكل حرارة لابنته بائع الصحف،
وانتهت الحفلة وعادت الطبيبة مع والدها لكشك بيع الصحف لمساعدته،
وجأءت لحظة انكشاف الحقيقة،
تكلم حبيبها مع أهله ليتقدم لخطبتها،
وهنا تهتز الارض تحت اقدام الفتى،ويصاب يصدمة عمره
فقد رفض أهله ذلك النسب،
ليس من المعقول أبدا أن يرتبط من هو من علية القوم ببائع للصحف حتى لو كانت إبنته طبيبة رائعة الخلق والجمال،
حاول كثيرا مع أهله ولكن بدون جدوي،
إنهزم الحب أمام التقاليد والأعراف،
قتل الحب بسكين الطبقات الإجتماعية،
ظلم قلبان وقتل فيهم بريق الحياة،
ذبح قلب الفتاة،بكت وتأثرت ولكنها لم تندب حظها ،
بل استمرت في طريقها تساعد والدها وتتخصص في جراحات العمود الفقري،وسافرت على حساب الدولة بعثة للخارج لإستكمال الدراسات العليا للحصول على الدكتوراه،
وتمر السنون وتتخصص بائعة الصحف في تخصص نادر في جراحات العمود الفقري،ويشتهر اسمها وتطلب بالاسم لتقوم باكبر الجراحات،
في خلال هذا الزخم من الحياة،
يظهر في طريقها طبيب يشتغل قلبها،ويحيي الحب مرة أخري في قلبها،
ويعود نبض الحياة مرة أخري للروحها،
ولكن هذه المرة كان ذلك الشاب فخورا بها وبوالدها،
وفي أثناء تكريمها في أحد المحافل الطبية بعد تصفيق الحضور،
طلبت من والدها الصعود لمنصة التكريم، لتهديه وسام التكريم
وقالت لولا والدي ما كنت انا،
والدي بائع الصحف وانا ابنته بائعة الصحف قبل ان اكون طبيبة مشهورة،
انكبت علي يدي والدها لتقبلها امام الجميع وعلى مرئ ومسمع العالم كله
فقد كان يذاع هذا التكريم على وسائل الاعلام
وقالت عبارتها الشهيرة،
أبي ياتاج راسي لولاك أبي ما كنت أنا الأن،
صفق الحضور وصفقت الحياة معهم لتلك الفتاة رائعة الخلق والجمال،
التي أصبحت طبيبة رائعة الصيت،
بعد إنتهاء الحفل،
ذهب الطبيب المشهور حبيبها لكشك الصحف ليطلب يدها للزواج،
وهنا إنتصر بائع الصحف على الحياة
وجنى ثمار تعبه وشقاؤه،
تمت أجمل رحلة في الحياة بزواج إبنته الطبيبة بائعة الصحف
وحتى الأن برغم مرور السنين
مازالت الطبيبة تقف مع زوجها الطبيب المشهور في كشك بيع الصحف للمساعدة الأب المكافح،
بقلم عبير جلال
٢٧/١١/١٩
تعليقات
إرسال تعليق